أهل المعرفة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أهل المعرفة

منتديات أهل المعرفة المعرفة للجميع
 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول

 

 التحولات الريفية بالجنوب المغربي وتدهور الثقافة الشعبية

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
nabil
مشرف منتدى المازيغية
مشرف منتدى المازيغية
nabil


ذكر
عدد الرسائل : 75
العمر : 33
Localisation : halloul
الدولة : المغرب
تاريخ التسجيل : 24/05/2007

التحولات الريفية بالجنوب المغربي وتدهور الثقافة الشعبية Empty
مُساهمةموضوع: التحولات الريفية بالجنوب المغربي وتدهور الثقافة الشعبية   التحولات الريفية بالجنوب المغربي وتدهور الثقافة الشعبية Icon_minitimeالأحد 27 مايو - 4:34

التحولات الريفية بالجنوب المغربي وتدهور الثقافة الشعبية




ظل الجنوب الشرقي المغربي إلى حدود النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي منطقة إستراتيجية. ومرد ذلك إلى توفر عوامل الاستقرار البشري: الزراعة ,الرعي, الماء, الحطب, التجارة, مواقع لائقة للبناء والتحصين... ومعلوم أن للاستقرار دوره في بناء الثقافة الشعبية غير العالمة حيث يفتح مجالا لتأسيس الفكر المدون أو على الأقل يسمح بالمراجعة الدائمة للذات محور الثقافة الشعبية .

مفهوم الثقافة الشعبية

قبل تعريف الثقافة الشعبية يبدو من المفيد الحفر في المفهومين الثقافة والشعب انفصالا واتصالا, ذلك أن العبارة المركبة من الصفة والموصوف ( الثقافة الشعبية ) لن تأخذ معناها إلا من الزاويتين معا.فكلمة ثقافة من ( فعل ثقف وثقف ثقفا وثقفا وثقافة أي صار حاذقا خفيفا. وتعني كلمة ( ثقافة وثقوفة) الكلام , فهمه بسرعة. والثقافة هي حسن التهذيب وتقويم القوى العقلية على طريقة متوازية ) . أعني تهذيب الشخصية الإنسانية والسير بها إلى أقصى درجة الكمال الممكن (1) . وفي اللغات اللاتينية ترتبط الثقافة بالزراعة (culture) أي تربية الأرض وتحسينها والعناية بها وتوظيفها في الإنتاج. أما كلمة الشعب فهي من فعل( شعب شعبا ) الشيء جمعه وشعب القوم تفرقوا (2) أما الشعب في اللغة الألمانية volk فهو الصنف الأدنى من الأمة (3 ). أما كلمة folk فتعني جماعة صغيرة , وقد ظهرت في القرن التاسع عشر(4). الميلادي، وكان تومزا أول من وضع مصطلح فولولكلور سنة 1846 أي أهل البادية أو المتمسكون بالقيم والعادات القديمة . ومن المعلوم أن كلمة الشعب تحمل في طياتها المجتمع الطبقي وترتبط بالفقر والتجرد من وسائل الإنتاج والتطرف الفكري والسياسي في أحسن الأحوال والتخلف في أسوئها . ولما كان التعليم طبقيا منذ فجر التاريخ فإن الثقافة الشعبية فكر غير مدون أو فكر وحشي ,كما يقول كلود ليفي ستروس ,(ينتمي إلى ما يمكن تسميته بمنطق المحسوس ) (5). والثقافة الشعبية مجموعة من السلوكيات تحدد علاقة الإنسان بالمحيط الخارجي وهي ذات طابع جمعي , تحوي أيضا علاقة الجماعة بالماورائي .أما الفرد فلا يمكن له أن ينتج ثقافة شعبية.

الجنوب الشرقي المغربي بين الثقافة العالمة والثقافة الشعبية.

ساهمت مجموعة من العوامل في تأسيس الثقافة العالمة وغيرها بالجنوب الشرقي المغربي . فمند تأسيس سجلماسة أو( سيك ألماسن ) بالأمازيغية سنة 140 هـ , أصبح الجنوب الشرقي المغربي قطب الثقافة العالمة . ومرد ازدهار سجلماسة إلى المحور التجاري الرابط بين فاس والسودان الغربي . ومما لاشك فيه أن الاقتصاد النقدي القائم على عائدات التجارة من أرباح ورسوم ومكوس وضرائب وكذا الاستقرار السياسي الذي تتمتع به الحاضرة معظم الوقت - علما أن استقرارها يعني استقرار الدولة المركزية – جعلا أحواز سجلماسة بيئة الفكر المدون . لذلك نلمس في كتب التراث مجموعة من الأعلام الدينية والعلمية منسوبة إلى سجلماسة ( السجلماسي ) أو مدغرة في وقت متأخر (المدغري)(6). وفي عصر التصوف ألطرقي الذي صادف في تاريخ المغرب القرن العاشر الهجري /السادس عشر الميلادي أصبح الجنوب الشرقي المغربي قبلة للزوايا نذكر على سبيل المثال الدور الذي لعبته زاوية تمكروت بدرعة في تأسيس الدولة السعدية . ونلفت كذلك الانتباه إلى إشعاع الزاوية العياشية 1634/1635م (7) المنسوبة إلى قبيلة ايت عياش والذي ظل محافظا على قوته وصموده إلى بداية استقلال المغرب . وإلى جانب الزوايا تطوعت مجموعة من القبائل للحفاظ عل الثقافة العالمة باحتضان مدارس قرآنية تساهم أحيانا في محو الأمية .

وإلى جانب الثقافة العالمة احتلت الثقافة الشعبية مكان الصدارة لاسيما بعد انهيار حاضرة سجلماسة سنة 1818م وتراجع المحور التجاري سجلماسة/ فاس حيث انقطع معظم السكان للزراعة والرعي وقل التواصل والتبادل الثقافي الذي ساهم فيه التجار إلى حد بعيد , ودخلت المنطقة فترة انغلاق ثقافي حقيقي.

المنعطفات التاريخية المؤثرة على الثقافة العالمة

تأثر الجنوب الشرقي المغربي بالمنعطفات التاريخية التي عرفها المغرب . ومعلوم أن معظم القبائل التي سجلت حضورها في التاريخ لاتفتأ تتقوى في الجنوب المغربي قبل غزوها الشمال والوسط والغرب . ومرد ذلك إلى كون الجنوب المغربي وسط لايهدده الطاعون ولا تؤثر فيه المجاعة كثيرا بفعل عدة عوامل طبيعية . ولاغرو ,فكل الثقافات تجد شواهدها في الميدان تحويها الطوبونيميا والأزياء والتغذية واللغة وبعض الطقوس القديمة التي تعود إلى الماضي التاريخي البعيد.وفي أواسط القرن الثامن عشر شاءت الأقدار أن تدخل المنطقة منعطفات أخرى صنعت الحدث وأثرت على الثقافة نذكر منها التطويق الأمني لجبال الأطلس الذي زال بعد استقرار الوضع في الفترة التي عقبت وفاة السلطان مولاي إسماعيل. ذلك أن الانفتاح المفاجئ صادف للأسف تراجع الدور التاريخي الذي تقوم به حاضرة سجلماسة بعد الاكتشافاف الجغرافية التي نتج عنها الاتصال المباشر بإفريقيا جنوب الصحراء عبر المحيط الأطلنتي دون الحاجة إلى الوساطة المغربية . ولقد اضطرت الدولة المركزية لتستبدل حاضرة الساحل الصحراوي سجلماسة بحاضرة الساحل الأطلنطي الصويرة. ومعنى ذلك أن حركة القبائل ,في غياب الملاحة الصحراوية ,غير ذات معنى في هذا العصر. لذلك تغيرت استراتيجيه المعارك بالجنوب المغربي وتحولت أهدافها وأصبح البحث عن الأرض أقوى بكثير من البحث عن الممرات الطبيعية الجبلية التي يخترقها الطريق التجارية سجلماسة / فاس . ولا عجب فحينما رفعت الدولة المركزية حمايتها على المحور التجاري اللاوظيفي في القرن التاسع عشر ظهر نوع من التسيب الذي فتح المجال لتأسيس العرف والاعتماد على الذات في فك النزاع بين الأشخاص والقبائل. إن العودة إلى الاهتمام بالأرض أثر كثيرا على ثقافة المنطقة وأفرز واقعا كله حروب ونزاعات من أجل الاستحواذ العقاري. وفي هذا الظرف بالذات ظهرت الواحة الباردة بجبال الأطلس الكبير الشرقي وأعالي ملوية. ولما كان من الصعب النجاح في الهجرة إلى الشمال كما كان الأمر من قبل ,لأن ما أفسده الدهر بعد سنين من للتطويق يصعب إصلاحه بسهولة, أصبح الإنسان مقتنعا بخدمة الأرض واستخلاص منها مايكفي لضمان البقاء إلى أن يأتي الله بالفرج . لكن قبيلة ايت عطا لم تصمد أمام هذا الوضع حيث أضحى لديها البحث عن مراع صيفية خصبة قضية كبرى ,لذلك فتحت جبهات للقتال مع قبائل ايت جديدو وايت مرغاد وايت يزدك وتدخلت السلطة المركزية لضمان الأمن في القرن التاسع عشر لكن بدون جدوى .وفي هذا الظرف بالذات تمت مراجعة النسق الثقافي وأصبح الرمز وحده لغة التدوين الثقافي . وبالطبع حينما يسود الانغلاق يتسع فضاء الفكر غير المدون.

4-التدهور الثقافي وعملية الإنقاذ

لئن كانت قبيلة ايت يزدك قد فقدت معظم مكونات نسقها الثقافي في وقت مبكر لأنها تأثرت كثيرا بالمنعطفات التاريخية التي مرت بها المنطقة, وفتحت جبهات قتال مع ايت عطا واستجابت لمطالب الشيخ إبراهيم يسمور الذي أدرك أن الاستحواذ على الأرض الخصبة والاستقرار النهائي بالأطلس الكبير الشرقي وأعالي ملوية خلاص نهائي لقبائل ايت يزدك,

فإن القبائل الأخرى حافظت على معظم مكونات نسقها الثقافي الزي , الوشم ,الفولكلور , فضاء الرأس ...ولقد عملت الحماية الفرنسية التي أحدثت المحاكم العرفية وأحيت الأعراف على حماية البنيات التقليدية التي تحوي الثقافة الشعبية. فوق أن سلطات الحماية لم تحمل معها مايؤثرعلى الثقافة في المناطق التي تعرف بالمغرب غير النافع . وإذا كان ضرر فرنسا على المستوى الثقافي قليلا للغاية بل إنها وبدوافع استعمارية شجعت البحث في السوسيولوجيا و الأنثربولوجيا فإن الضرر الحقيقي نلمسه الآن في التحولات القروية الأخيرة . ذلك أن المنطقة تأثرت بالعوامل التالية:

الدخل غير الزراعي الذي استفاد منه الجنوب المغربي ابتداء من عقد السبعينات من القرن الماضي بفعل الانخراط الواسع للشبان في الجندية وفي الهجرة إلى بلدان أوروبا الغربية وفي بعض الوظائف بالإدارات المغربية.

جفاف الثمانينات الذي أثر سلبا على الاستقرار البشري بالقرى الزراعية المحصنة . ولقد شهدت المنطقة هجرة جماعية إلى المراكز المجاورة .

استقرار الرحل بالقرى التي شهدت طردا مستمرا للسكان مما نتج عنه اللاتجانس الإثنوغرافي والثقافي .

تدخل السلطة المحلية في تعطيل مفعول بعض الأعراف مما فتح مجالا واسعا للتسيب والفوضى .

انتشار الدعارة في كثير من النقط العمرانية والتي فتحت مجالا للانحراف وضرب القيم العتيقة.

ولقد نتج عن التحولات القروية تراجع الثقافة الشعبية واختفاء الأزياء ومعالم فضاء الرأس لدى النساء فضلا عن الفولكلور وبعض الطقوس الواضحة في ثقافة الدم. ولقد كان من المفيد انخراط الجمعيات لإنقاذ الثقافة الشعبية من الاندثار علما أن هذه الثقافة من مكونات الهوية المغربية .

لحسن ايت الفقيه

الهوامش :

فؤاد إفرام البستاني, منجد الطلاب , دار المشرق ,الطبعة الرابعة والعشرون , حزيران 1980 ,ص 64 ,

لمرجع نفسه ص 371.

بادرة محمد الثقافة الشعبية ماتت في عقل الإنسان واستمرت في وجدان الإنسان , جريدة المنظمة العدد957, الأحد – الاثنين 30-31 يوليوز 2000 ص11.

نفسه.

فرنسوا دوس , كلود ليفي شتروس مؤسس البنيوية ...وآخر الكبار مجلة المنار العدد السادس السنة الأولى يونيو 1985 ص 138 .

نذكر على سبيل المثال محمد بن عبد الله المدغري.انظر عبد العزيز بن عبد الله , الموسوعة المغربية للأعلام البشرية والحضارية مطبوعات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الجزء 4 – 1975 ص 124 . ونشير كذلك إلى إبراهيم بن زادرة – أبو إسحاق السجلماسي المرجع نفسه الجزء الأول ص 12 وابن أبي محلي ص34.

<نفيسة الذهبي , إقتفاء الأثر بعد ذهاب أهل الأثر- فهرس إبي سالم العياشي – منشورات كلية الاداب والعلوم الإنسانية الرباط 1996 ص23 .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.lmanita.skyblog.com
admin
المدير
المدير
admin


ذكر
عدد الرسائل : 119
العمر : 37
الدولة : المغرب
تاريخ التسجيل : 03/04/2007

التحولات الريفية بالجنوب المغربي وتدهور الثقافة الشعبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: التحولات الريفية بالجنوب المغربي وتدهور الثقافة الشعبية   التحولات الريفية بالجنوب المغربي وتدهور الثقافة الشعبية Icon_minitimeالأحد 27 مايو - 10:26

merci
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://trabissa.yoo7.com
subakuno_gaara
مشرف مميز
مشرف مميز
subakuno_gaara


ذكر
عدد الرسائل : 179
العمر : 35
Localisation : Somewhere city
الدولة : Somewhere
تاريخ التسجيل : 30/05/2007

التحولات الريفية بالجنوب المغربي وتدهور الثقافة الشعبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: التحولات الريفية بالجنوب المغربي وتدهور الثقافة الشعبية   التحولات الريفية بالجنوب المغربي وتدهور الثقافة الشعبية Icon_minitimeالأربعاء 30 مايو - 6:55

بارك الله فيك أخي الكريم و بانتظار المزيد

سلملمVery Happy
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.something.com
 
التحولات الريفية بالجنوب المغربي وتدهور الثقافة الشعبية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أهل المعرفة :: النقاش الجاد-
انتقل الى: